الارصفة: استراحة محاربات

الارصفة: استراحة محاربات

 

ثمة علاقة حميمة بين النساء والارصفة، فقد عرفت الكثير من النساء في القرى والمخيمات اللواتي يجدن متنفسهن بالجلسات الحميمة على الارصفة وامام البيوت، كن يتجمعن بعد انتهاء عملهن يتشاركن القهوة او الشاي، ولابأس من اكمال مهمة منزلية كتقطيف اوراق الملوخية او تنقية العدس، ولابأس ايضا من جمعة قراءة الفنجان ، بينما يدور الحديث حول همومهن وانجازاتهن واولادهن وغيرها … ومع تطور الاوضاع، لا بأس من تعليقات عابرة عن بعض الاحداث السياسية والاقتصادية بطريقتهن العفوية……،هذا الاسلوب العفوي سبق بكثير جلسات العلاج النفسي المعروفة بمجوعات التضامن، اذ بتجمع النساء وتبادلهن الهموم المتشابهة يقمن بعملية تفريغ لما يعانين من ضغوط …..

 

بالنسبة لي لم تتوفر لي مثل هذه الفرصة الثمينة ، لتبدا علاقتي بالرصيف من خلال مجلة الرصيف التي اصدرها الراحل رسمي ابوعلي في بيروت 81، عندها انتبهت الى الافاق التي تفتحها الارصفة، فبعد ان كانت مجرد مسارسريع للوصول الى مكان، اصبحت مسارا جديدا لتأمل مجرى الحياة، خاصة في المدن الغريبة، ولابأس في كونها محطة استراحة بعد مسيرة اكتشاف متعبة……..