
مالذي يحدث عندما تقع في عشق امرأة هي كل النساء، إمراة الفرح والحب الوجع الذي يحرق روحك، تعميك فلا تريد البصر، تريد فقط رائحتها التي تختلط فيها رائحة زهور الفتنة بعبق البحر عند الأصيل، تملأ صدرك لتعينك على احتمال المدن الميته ، هي بيروت صبيّة تغمز بعينها لقمم الصنوبر وتغسل اقدامها في البحر، ولا تبالي……
لا اتحدث هنا عن الجغرافيا ولا التاريخ، لا تعنيني حكايات المثقفين على مقاهي أرصفتها، ولا لهاث السكارى في أقبية مجونها، لا تعنيني حكايا متسوقات الاناقة والجمال من أسواقها، ولا إنبهارات السياح في مرابعها…..
بيروتي انا مختلفة، هي بيروت التكون والولادة الاصعب، فان تأتي لمدينة تقول لك انت لست انت، وأنك بحاجة لرحم دافىء يعيد تكوينك، وترقبك وانت تنمو لتولد من جديد، تربت على كتفك تارة، وتنهرك تارات، وفي كل مرة ترمقك بنظرة محيّرة وتمضي الى البحر لتغسل قدميها وتنام……
…….
بيروتي: بيروت الناس الطيبة، تلك الصبية القادمة من الطريق الجديدة، وذلك الشاب الذي يصارع البطالة القادم من حي السلم، او ذلك الخواجة الذي صلح يوما ملابسي المهترئة في برج حمود، بيروتي بيروت الوجوه الضاحكة والشتائم المتطايرة حبا ومؤآنسة…..
بيروت التي تعرفونها أسلمت لحظتها لجنون الحرب، وأمراء القتل والطائفية ، لم تدرك لعبة الأمم فتمزق وجهها الجميل بخناجر الاصدقاء والأعداء
بيروتي التي كونتني من جديد بعد أن صهرتني بنار المعرفة، فصرت ما انا عليه ستبقى، وبالرغم من كل الوجع والعتمة والجوع. فهي بيروت الناس، الوجوه الطيبة، وستستعيد ألقها فهي المعجزة التي خلقت معجزات…..