
كمية كبيرة من الصور دخلت الكومبيوتر، شكرا للتكنولوجيا التي ستساعدني على حمل ما سجلته من وجوه واماكن ومقابلات بكل ما فيها من لحظات …. جميلة احيانا، حزينة في احيان، وفي الكثير من الاحيان جادة جداً … جميل أن يعود المرء لتأمل الوجوة ، فلحظة الإلتقاط والإختيار للنشر، لا تعطيك ترف التأمل، وكثيرا ما يختار غيرك ما ينشر وما لا ينشر، إذاً سأعيد تأملها وأظن انها ستكون محل كتابات كثيرة لاحقة……
الآن سابدأ العمل بالارشيف الورقي، عشرات المقالات والتحقيقات والمقابلات والزوايا التي كتبتها عبر سنوات العمل الصحفي قبل أن أغادر بلاط صاحبة الجلالة باختياري على طريقة ( أمامك حرية الإختيار ، إما ان تخرجي بكرامتك أو تخرجي بكرامتك…) وكانت صحيفة الرأي الأردنية آخر محطاتي في عالم الصحافة ولتجربتها قصة تروى……
هكذا إنتقلت من مرحلة كتابة الموضوع الصحفي على تنوعاته، لأصير أنا الموضوع الصحفي، وصرت أُكتب تارة كخبر، وتاره كمتابعة نقدية لما أنجز، تتراوح ما بيّن التقدير والاهتمام وبيّن الرفض حتى الشتم أحيانا، فمعظمنا يعمل على طريقة ( لا يوجد منطقة وسطى ما بيّن الجنة والنار)
مثقلة بالعمل، والشجن، فهمها بلغت أشجان الصورة الملتقطة للحظة ما، فهي لا توازي أشجان الكتابة الصحفية والأدبية والبحثية، وكما كتب الصديق طلعت شناعة قبل أيام- اننا نعيش الحياة مرتين مرة عندما نحياها وأخرى عندما نكتبها- وأنا أضيف أنني ساعيشها ثلاث مرات، الأولى عندما عشتها، والثانية عندما أتذكر تفاصليها عند ارشفتها، وتسجيل بعض الانطباعت حولها، والثالثة عند إعادة كتابتها بنص متكامل قد يحكي الكثير من ما لم يحكى، وأظنها مهمة ليست سهلة وتتطلب الكثير من الشجاعة ….
لن اكتب الآن… ساكتفي بالعمل على رقمنة الارشيف الورقي، وسأترك الكتابة لوقت آخر، فالموضوع الصحفي المنشور تحقيقا او مقابلة او مقال، ليس اكثر من قمة جبل الجليد الظاهرة على السطح، أما الجبل فهو محفوظ في الذاكرة وبعض الملاحظات المنثورة هنا وهناك….
سأغيب قليلا، ولكني سأعود اليكم بكل ما في جبل الجليد من قصص…..
محبتي لكم، وشكرا لإهتمامكم بما كتبت حتى الآن…..