نساء… إنتخابات…نقابات ذكورية

نساء… إنتخابات…نقابات ذكورية

 

أعادتني إنتخابات نقابة الصحفيين، الى ذكريات الانتخابات منذ اواخر السبيعنيات وحتى وقت متقدم حتى بداية التسعينيات عندما فصلت من النقابة لاسباب ظاهرها قانوني( العمل في وزارة الثقافة) وباطنها سياسي ( تعلمه القيادة) بمعاركها الحامية التي كانت تشتعل بين كتلتين كبيرتين ، كتلة اصحاب الصحف وانصارهم ممن يقدمون لقمة العيش على حرية العمل النقابي، والمحريين الذي يريدون حماية النقابة من سيطرة اصحاب الصحف من اجل حماية حقوق العاملين، وكان وضع نقابتنا غريبا اذ تجمع في عضويتها اصحاب العمل والعاملين،
لا اعرف وضع النقابة وقانونها اليوم ولكنني توقفت عند فشل الزميلة فلحة بريزات بالوصول الى موقع النقيب وفشل الهيئة العامة بتصعيدة زميلة سيدة الى المجلس وهذا اضعف الايمان……..
اذكر معاركنا القديمة ودور الزميلات الصحافيات العضوات فيها منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، لأوكد انهن وعلى قلة عددهن بالمقارنة بعدد اعضاء الهيئة العامة كن يلعبن دورا مهما في قطاع الاعلام والعمل الصحفي الاحترافي و أشير الى أن من الزميلات من تفوق بعطائه الصحفي على الكثير من أعضاء الهيئة العامة، فتذكروا معي الزميلة لميس اندوني وهي مستمرة بالعطاء حتى اليوم وكانت من قدامى النقابيات وأول صحفية عربية وربما الوحيدة التي غطت احداث حرب الخليج الاولى، وكانت من اهم مراسلي وسائل الاعلام الاجنبية، ولقت ما لقت من عسف السلطات وتسلطها، لدرجة منعها من العمل لمرات عديدة، كذلك الزميلة كارولين فرج التي وصلت الى موقع ادارة موقع شبكة السي ان ان حسب معلوماتي ( ربما قديمة)، وغيرهن من قدامى الصحافيات اذكر منهن هيا حسين، وتريز حداد، وليما نبيل، وخلود الجاعوني، واعتذر لمن خانتني الذاكرة وولم اذكرهن
لقد حفرت هذه الاسماء بالصخر كي تفتح مهنة الصحافة ونقابتها ابوابها للنساء، وكانت الدفعات الاولى من خريجي وخريجات كلية الاعلام في جامعة اليرموك تتوالى، لكن سوق العمل الضيق إبتداءا، لا يفتح ابوابه بسهولة للنساء، كما ان صعوبات العمل الصحفي لا تشجع هذا المجتمع الذكوري على مساعدة النساء في اقتحام هذا المجال الصعب، لكن الرائدات عملن بجد وقدمن نماذج طيبة كسرت العديد من القيود، حتي صرنا اليوم نقرا لعشرات الاسماء النسائية في مختلف تنوعات وسائل الاعلام ……
أدرك جيدا ان وجود عدد من النساء في الهيئة العامة، لا يعني تصعيد سيدة الى مجلس النقابة او منصب النقب، يشكل آلي ، فالهيئة العامة وغالبيتها من الرجال وبعض النساء، مغرقة في المحافظة السياسية والاجتماعية ، وبخاصة ان العضوية النقابية الزامية لمارسة المهنه، بما يعني وجود عضوية واسعة لا تؤمن بداخلها بضرورة العمل النقابي ودوره في حماية المهنة والعاملين والعاملات فيها، وادرك ايضا ان الترشح لمنصب عام لم يعد يتم على اساس الفزعة ، وانه يقوم على تكتلات وتحالفات مدروسة على اسس برامجية وليس شعارية، وهنا يتساوى الرجل والمراة عند متطلبات الكفاءة المهنية، والقدرة على تقديم تصور أكثر تطورا لدور النقابة، وطرح برنامج واقعي جاذب، وادرك ايضا ان المسالة لا تتعلق بما يتصوره البعض في اطار الصراع بين المراة والرجل، وهنا اؤكد ان مجرد وجود امراة في موقع متقدم لا يعني بالضرورة تبني اضافة لمشكلات القطاع بكامله، مشكلات النساء العاملات في القطاع، وهي مشكلات حقيقية تتعلق بكونهن نساء، ولا يعاني منها الرجال، كالعمل بقانون السقف الزجاجي الذي يمنع الكثيرات من التقدم في المواقع القيادية لان الادارة تفضل الرجال بغض النظر عن الكفاءة ،ومشكلات الاجر المتساوي للعمل المتساوي ، ومشكلات التحرش بكل اشكاله في مواقع العمل وغيرها الكثير، لكنني اتحدث عن الصورة التمثيلية للمجلس ازاء الهيئة العامة وعدد النساء فيها، فهل من العادل على مستوى صورة التمثيل الظاهرية وهذا (اضعف الايمان) ان لا تعكس صورة المجلس صورة الهيئة العامة بما فيها من النساء
اجدد تقديري واحترامي لشجاعة الزميلة السيدة فلحة بريزات التي ترشحت لمنصب النقيب اكثر من مرة، والنتائج الاخيرة التي حققتها كسرا للمألوف
اتمنى للفائزين بمقاعد المجلس والنقيب التوفيق، وأرجو من الزميلة فلحة الشجاعة والذكية إستمرار العمل مع قاعدتها لكسر هذا الحاجز، فمن المعيب ان لا تستطيع هذه النقابة وما لها من دور في تكوين الراي العام واعادة تشكيل الثقافة المجتمعية الديمقراطية( بما تمثله نظريا على الاقل) ان لا تستوعب في مجالسها سيدة وان لا تتحمل مرشحة لمنصب النقيب