الدولة الاسلامية: في بيتنا دواعش

الدولة الاسلامية: في بيتنا دواعش

 

تحفل الفضائيات العربية ببرامج عديدة تستضيف علماء واكاديمين، يعنون بالرد على ممارسات داعش في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، فتنفي الصحة الاسلامية عن الغالبية العظمى من هذه الممارسات، وبخاصة ما يتعلق بالرق والتمييز بين اصحاب الاديان، هذا الوضع دفعني لاعادة قراءة بضع مراجع معتبرة عن تاريخ الدولة العربية الاسلامية بداء من نهايات مرحلة الخلافة وما يعرف بالفتنة الكبرى حتى نهايات هذه الدولة، لا ازعم التبحر بالقراءة حدود التخصص، لكنني إزاء معلومات عامة تكررت في معظم ما قرات يعرفها الكثيرون غيري، لكنها دفعتني الى تاكيد التالي:

  • لم تلغ الدولة العربية الاسلامية الرق، فقد غصت قصور وبيوت علية القوم بالرقيق من النساء والرجال والغلمان وحتى فترة متقدمة جدا من تاريخها، وتشير بعض المصادر ان السعودية لم تلغ الرق بصورته التقليدية الا في الستينيات من القرن الماضي، وهذا لاينفي ان الاسترقاق بدا يتخذ اشكالا عديدة ومقوننة تحت سمع وبصر الدولة المعاصرة ومنظومة حقوق الانسان، وان كان مصدر الرق في بدايات الدولة وحتى ابان دولة الخلافة الاولى، من الحروب ويبرر استمرارها بعد اعلان الدولة الراشدية المعاملة بالمثل، لكن هذا وكافة وسائل الحض على الغاء الرق، لم تلغ استمراره نتيجة الحروب وتوسع الدولة ابان الدولة الاموية وبعد ذلك إعتمادا على اسواق النخاسة، الرسمية وغير الرسمية.
  • مارست الدولة الاسلامية، بعد مرحلة الخلافة الراشدية وحتى وقت متقدم، التمييز بين المسلمين وغيرهم من اصحاب الاديان الاخرى وبين المسلمين من غير العرب،وهم من اسلموا بعد الفتوحات وذلك في حصص دفع الخراج وغيره مما كان يدفع لبيت مال المسلمين، وغير ذلك من الممارسات التمييزية.
  • حافظت الدولة الاسلامية العتيدة على نظام اجتماعي اقتصادي ،طبقي بشع، عززه انتشار الفساد والدكتاتورية، من مرحلة خلافة عثمان وحتى وقت متقدم، من قاعدة مؤسسات الحكم وحتى راس الدولة.
  • اذا اخذنا بعين الاعتبار ان دولة الاسلام الراشدي لم تستمر الى اكثر من 65 سنة، نعرف ان هذه المخالفات الحادة لروح الاخلاق الاسلامية المبشر بها، هي الاكثر تجذرا في ضمير الدولة، منذ بداية الفتنة الاولى وحتى النهاية.
  • ان ماتقدم يشير الى ان ممارسات داعش واخواتها وبناتها وابناءعمومتها لم تخرج عما حفر في ضمير الدولة الاسلامية، والادعاء بانها تريد اعادة دولة الخلافة فعن اي دولة خلافة تتحدث؟
  • لنتعترف اذا ان عمق ضميرنا الجمعي داعشي بطريقة او باخرى، وان ظهور داعش ومن لف لفها داعب الرغبات العميقة لغالبية عظمى لا تعرف من الاسلام الراشدي الا كيفية الصلاة لتعطي اهمية كبرى بعد ذلك لممارسات قد تبررمخالفتها القتل بقطع الراس لاي نشاط بداية النشاط باستعمال القدم اليسرى بدل اليمنى، الى ماشاء الله،
  • وتاكيدا على ما تقدم الم نمارس وعلى نطاق واسع كافة صنوف الاقصاء والتقوقع واستثارة العصبيات المتنوعة، ابان الدولة المعاصرة ،والسؤال الاصدق ماذا انجزنا بعد قرن من سطوع فجر دولة الاستقلال الوطنية؟ بل واين هي اليوم الدولة الوطنية المستقلة، بصراحة ما انجزناه هو فرش الارض وتجهيز البيئة الحاضنة للنكوص الى غياهب الوعي لاستخراج ابشع ما في مافيه.