العقل المغيب/ يومهم بسنة ويومنا خطبة ساعة

العقل المغيب/ يومهم بسنة ويومنا خطبة ساعة

 
لانختلف ( وقد نختلف) على ان الدين ( اي دين) له اكبر الاثر في تشكيل العقل الغيبي المؤسطر، وبالتالي تغيب العقل العلمي والعملي من خلال ركيزتين اساسياتين، التوكل الغيبي والخوف، العديد من المفكرين الكبار والاصدقاء كتبوا بالمسالة وأغنوها، لأضيف اني اطرح هذه المسالة بعد اكثر من حدث/ مشهد اخباري، الاول: احداث العراق والخلاف حول الحكومة التي قادتها العمائم على تنوع اشكالها، والثاني: المسيرات المليونية الى كربلاء (اربعينية الحسين) وهي حدث ثقافي مؤسطر، واخيرا: المسيرات المؤيدة للحكومة الايرانية ردا على الاحتجاجات على مقتل صبية على يد ( شرطة الأخلاق) بسبب الحجاب والحدث هذا سياسي/ اجتماعي، وهذه الاحداث تقودها العمائم وسلاحها العقل المغيب الذي يدفع ثمنها ملايين البشر،
للاسف ترتبط هذه الاحداث بطائفة معينة، لكن هذه القضية عابرة للاديان على إختلاف مرجعياتها، فالقاعدة هنا غياب العقل عند حضور المقدس، واسترجع هذه الاحداث لانها النماذج الاكثر معاصرة وقربا لتوظيف العقل المغيب والمؤسطر في الاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية فقط، بل لحجم الجموع المليوني الذي شارك بها بقيادة العمائم ولو عن بعد …
سبق ان اشرت ان هذه القضية اشبعت تحليلا وتفسيرا وباقلام احترمها ، لكن السؤال ماذا بعد؟ هل يكفي التحليل والتفسير، وهذا الواقع يواجهنا يوميا وفي ادق تفاصيل حيواتنا اليومية نساءا ورجالا، وان كانت النساء الأكثر معاناه بسبب قضية غطاء الراس، وما يليها من اضهادات قانونية واجتماعية وسلوكية اعتمادا على هذه المرجعيات، ذلك من دون امتلاك اجابة علميّة لمواجهة هذا الواقع، فالذين كتبوا لم يقدموا الحلول واساليب المواجهة الممكنة( ومنهم حزبيين يمتلكون خبرة التعبئة والتنظيم) في ظل خصوصية المجتمعات والاديان وحتى الافراد ( حسب اطلاعي) ، وترك الأمر لمسالة اجتهاد الفرد في اسلوب مواجهته، وفعاليتها على المستوى الشعبي العريض، فضلا عن احتمال مواجهة ما هو اخطر من القتل (التكفير)
المسالة باختصار ان مد العقل الغيبي المؤسطر وهو واسع ومؤثر، يتطلب مواجهة حقيقية وجذرية، فالهاوية قريبة وقريبة جدا، وارجو ان لاتصح عبارة سمعتها في حوار من فيلم المصير (عن حياة ابن رشد) وما قاله شيخ الطريقة الدينية عندما نبه من تأثير ابن رشد فقال( ما تخافوش ده يوم الفلاسفة بسنة ويومنا مايحصلش خطبة ساعة) …