انهم يقتلون النساء، اليس كذلك؟

انهم يقتلون النساء، اليس كذلك؟

 
مؤلم ومريع ان تفقد امراة ما حياتها على يد احد افراد اسرتها او زميلها او اي رجل تصادف مروره في حياتها، ولا مبرر لذلك القتل المريع مهما ذكر من اسباب، والسؤال لماذا تقتل النساء؟
بداية لا بد من التذكير بان القتل الجسدي المباشر- سلب الحياة- هو الاقل شيوعا على الاقل فيما يُنشر من احصائيّات رسميّة، علما ان الاعداد الحقيقية اكبر بكثير وتسجل تحت وقائع انتحار او حوادث منزلية ادت الى الوفاه، او…او…او
لكن قتل النساء لا يقتصر على هذا الشكل المباشر، فالنساء يقتلن كل يوم وبمختلف الوسائل، لنذكر العنف الجسدي باشكاله المتنوعة، بدءا من الضرب والسحل مرورا بمختلف الاشكال، لنذكر العنف النفسي، الابتزاز العاطفي ، الاهمال، السخرية و…و…
لنذكر القتل المعنوي بمحاصرة نمو شخصيتها وحرمانها من حقوقها بمختلف اشكال الحقوق وتنوعها، والاهم تقتل بسرقة امومتها بنسبة الابناء لغيرها وقصر دورها معهم على الدور الخدمي، واستغلالهم لابتزازها عاطفيّا واقتصاديّا واجتماعيّا….
تُقتل اقتصاديا، بحصرها بادوارها النمطية، والعمل لصالح اقتصاد الاسرة، غير مدفوعة الاجر، والسيطرة على مواردها المالية وحرمانها منها، واذا خرجت لسوق العمل تقتل بفجوة الاجور والتقدم الوظيفي و…و….و…
تُقتل قانونيّا بالقوانين التي تقيدها وتمنع عنها حقوقها، و اعلاميا بتجاهل انجازاتها وتقديمها كمجرد شكل جميل (سلعة ) ومستهلكة، واجتماعيّا باعتبارها الكائن الادنى، الملحق برجل ما، اب، اخ، زوج، ابن حتى لو لم يبلغ سن الرشد، وثقافيا باعتبارها الكائن الاقل ذكاءا ومعرفة، العاطفية التي ينبغي عليها ان تعطي وتعطي ولا تنتظر المقابل…..
تُقتل بافراغ حياتها من اي معنى او هدف غير الخدمة واذا قصرت او تمردت او رفضت تقتل معنويا او ماديا بسلب حياتها
نعم، تُقتل النساء كل يوم وبكل شكل، وهذا القتل لا يقع على فئة محددة من النساء بل هو قتل عابر للطبقات والمجتمعات والثقافات….
ويبقى السؤال المعلق، لماذا؟ وهل يعقل ان تحافظ البشرية على الرغم من كل هذا التقدم والتحضر، بكل هذا الحقد الدفين والعنف المبطن ضد كائنات هي الاصل بوجود البشرية واستمرارها وتقدمها؟ فتكرس التركيبات الابوية بكل اشكالها، العائلة، السلطة، الدين، لضبط هذا الكائن وان رفض او تمرد يقتل
نعم هذا هو الواقع البشع وعلينا ان نحدق به بكامل بصرنا وبصيرتتنا، واذا اردنا ان نتجاوزه علينا ان نبحث في تلافيف ادمغتنا وما تفرزة من مظاهر عقليّة الصياد الذي ما ان يصطاد فريسته حتى يعلن ملكيتها المطلقة جسدا وعقلا وروحا
نعم هي عقلية الملكيّة الخاصة لكل شي يمكن امتلاكه بما فيه النساء، الأم الزوجه الصديقة الحبيبة حتى القريبة بالدم او بالجيرة او بزمالة العمل او الدراسة، حقيقة ان المجتمعات تجاوزت توريث النساء كمتاع، لكنها حافظت على عقلية الصياد المتملك، بالسبي او تجارة البشر، و مختلف اشكال القرابة والعلاقات
نعم هي عقليّة الملكية الخاصة، عقلية ان المراة شيء يمتلك ، والمملوك لا يجوز له ان يخرج على رغبة المالك مهما بلغت هذه الرغبات من قسوة او شذوذ، وطالما تستمر هذه العقليّة فسيتمر القتل وبخاصة ان النساء شببن عن الطوق وبدان يدركن اهمية الخروج من هذه الدائرة المميته
انهم يقتلون النساء، اليس كذلك؟
 
 

LEAVE YOUR COMMENTS