هل هي صدفة الميلاد؟
بعد 1929 سنة من مكابدة مريم آلام مخاض المعجزة، على تلال بيت لحم، غربا لتشرق البشرية بولادة السيد المسيح، تكابد زوجة محام حوراني وهي سيدة حمويّة ذات أصول كرديّة آلام مخاض آخر على تلال السلط شرقا، فيولد طفل اسمر حوراني الوجه واللسان، ويسمى سلطي…..
يكبر الطفل الاربدي اللون الحوراني، ويتدرج على عتبات التمرد والقصيدة والمعرفة، من حضن الشقيق الأكبر الشاعر مصطفى وهبي التل (عرار) إلى حضن العم الرافض للانتداب البريطاني، المقاوم لوجود وكلائه وزبانيته وسماسرته، على ارض جنوب سوريا بإردنها وفلسطينها، (على نيازي التل) إلى حضن مصر الأربعينيات بجامعاتها ومقاهي مثقفيها ومجموعاتها الماركسية الأولى .
يحمل الشاب الإربدي -الذي تختلط بدمائه القوميات والجهات والثقافات-، صليبه ويمضي، من سجن إلى منفى إلى غربة، زاده عشق الأرض وانتماء صادق لوجع المحرومين، وسلاحه المعرفة، والقصيدة.
من قصيدة له بعنوان (بطاقة اعتذار) كتبها ذات مطاردة فقال:
عفوا سيدتي معذرة
إن جئتك أرجوك المأوى
فأنا جوال في ليلي
أمارس في الليل الفتوى
أفتي بالعيش لمن سحقته
نعال في ضنك البلوى
وأقيم على أنقاض البؤس
حديقة احلامي الحلوة
وأغني للوطن الغالي
أغنية الفُلّ وما يهوى
من غًرس يزرعه التاريخ
بأن الشعب هو الأقوى
( من شعر المرحوم سلطي صالح التل)