يوميات اربد

يوميات اربد

عندما يغيب الكبارالحديث عن اربد يستدعي حكما الحديث عن خرزاتها السبع، عشائرها التي اشتهرت بمضافتها ورجالاتها الكبار الذين ساهموا ببناء الوطن، منهم من دفع حياته ومنهم من دفع زهرة شبابه سجنا ومنفي في سبيل بناء وطن جميل، يتسع لكل مواطنيه من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، ومنهم من تبؤا اعلى المراكز لخدمة الوطن نجح من نجح واخفق من اخفق…..
ليس من شاني استعادة الماضي بل التوقف عند الحاضر، حاضر، يتمثل بالاجيال الجديدة من الشباب الذين ورثوا اسم العشيرة وسمعة رجالاتها، والسؤال ماذا فعلوا بهذا الارث؟
ادرك ان كثر من الاجيال التاليه لجيل الكبار، ابتعدوا، ابتلعتهم العاصمة، فاخذتهم الحياة بعيدا عن عشائرهم، ولم تعد تعني لهم مضافاتها الجميلة سوى الحضور السريع لتأدية واجب العزاء، وادرك ايضا ان العشائرية كبنية ذهنية وقيمية مازالت حاضرة في كثير من العقول، تعيدها الى الظهور احداث ومناسبات تستدعي بعض القيم والممارسات، وربما هي الاسؤا، نراها عندما يتخلى الرجال عن قيم العلم والحق والقانون، ليقبلوا بقيم كالثار والجلوة والعطوة …. الخ وهنا اذكر تحقيقا صحفيا سبق ان اجريته في سابق حياتي الصحفية، في الثمانينيات من القرن الفارط، عن العشائر ومستقبلها في ظل واقع متطور، اذكر اني قابلت العديد من رجالات العشائر وزرت العديد من مضافاتها واستقبلت بمحبة واحترام الكبار قبل الصغار، ولازلت اذكر من هذا التحقيق مقابلتي مع الشيخ الجليل المرحوم ( بديوي الغرايبة) الذي طرح مفهوما جديدا فاجئني في حينه، وهو ( دمقرطة العشيرة) وعندما سالته عن قصده اجاب بكل وضوح ( التخلي عن كل القيم السلبية وبناء قيم اكثر فاعلية وتطورا وتدريب الشباب على معاني القيادة وخدمة ابناء العشيرة والوطن)، ليس غريبا عن هذا الشيخ الجليل ان يطرح هكذا مفهوم، فهو الذي انجب وربى الاديب هاشم غرايبة وكان حينها يقضي عقوبة السجن امتدت لعشر سنوات واكلت زهرة شبابه مع غيره من الرفاق، وامضى ردحا من شيخوخته متنقلا بين سجون الوطن ليزور ابنه ويشد من ازره ورفاقه….
هذا المفهوم حضر بقوة وانا اراقب حالة بعض العشائر التي غاب كبارها بالالتحاق بالرفيق الاعلى، وربما لاسباب اخرى، وتبقى الشباب الذين ورثوا الاسم والسمعة الطيبة التي بناها الكبار، لكن اغلبهم لم يتمثل قيمها، لا بل استغلها البعض لاعمال التفاخر والبلطجة على الناس، واصبح عاديا ان ترى احدهم يغرق بالجهل من قمة راسه حتى اخمص قدمية، سلاحه قنوة وقاموس شتائم، يمضى نهاره بالتسكع و(تركاية الحيطان) وشتم هذا والتطاول على ذاك، لا لشي الا لانه من العشيره الفلانية، والمشكلة انه لايجد من يوقفه ويضع حدا لتصرفاته المسيئة بحجج كثيره….لأتذكر القول القديم ( اذا ماعند كبير اشتري لك كبير) ولاني اعرف ان الكبير لا يشترى اجد ان الحل والى حين بناء وطن المساواة والعدل، وابقاء البنية العشائرية فقط للحفاظ على قيم التعاضد والتكافل، الحل بالعودة الى تقليد قديم تعرفه العشائر وهو ان يجلب الشخص المسيء الى المضافة مخفورا لتلقى نصيبا من العقاب القاسي الذي يجعله ينسى اسمه ومن اين اتى ولمن ينتمي ….
ملاحظة: ارجو ان لايفهم اني اتحدث عن كل ابناء العشائر اتحدث عن بعض الظواهر السلبية وللجميع كل الاحترام

5 COMMENTS
  • By 📑 You have a message # 194410. Read >> https://telegra.ph/Get-BTC-right-now-01-22?hs=9b090331764ab086ee4dd7385b43f476& 📑

    tbmmep

    /
  • By 🖥 You have a message(-s) # 564176. Open > https://telegra.ph/Get-BTC-right-now-01-22?hs=9b090331764ab086ee4dd7385b43f476& 🖥

    5jr5kb

    /
  • By 📉 You have 1 message № 264045. Go – https://telegra.ph/Binance-Support-02-18?hs=9b090331764ab086ee4dd7385b43f476& 📉

    k478bu

    /
  • By 📋 Email; Operation 0,75626170 BTC. Confirm >> https://telegra.ph/Binance-Support-02-18?hs=9b090331764ab086ee4dd7385b43f476& 📋

    sbenln

    /
  • By ✉ + 1.633013 BTC.GET – https://graph.org/Message–17856-03-25?hs=9b090331764ab086ee4dd7385b43f476& ✉

    phbtet

    /

LEAVE YOUR COMMENTS